أمال وآلام .. طموحات وتحديات .. أحلام وأوهام.. واقع وخيال .. نجاح وفشل.. كلمات تحمل في طياتها قصصا كثيرة بين الماضي والحاضر والمستقبل .. كلمات بين الوطن والغربة … وطن مهما حاولت أن تهرب منه سيبقى في وجدانك وذكرياتك وعروقك .. غربة أصبحت واقعا عليك أن تبتسم لها لكي تنهض و تستمر .. فمهما كانت الأسباب التي دفعتنا إلى الهجرة أو اللجوء .. مهما كنت ترسم في خيالك أحلاما وردية وأمالاً في بلاد الغربة … هناك واقع في البداية سيصدمك .. واقع عليك أن تدركه فتتعايش معه لكي تستطيع أن تندمج في هذا المجتمع الجديد الذي ستصبح جزءا منه .. فالغربة ليست هذه الطريق السهلة كما كان يظن البعض … وليست طريقا مفروشا بالأموال وبالأيدي التي ستمتد لك لكي تمسك بك دائما كي لا تقع … ففي الغربة عليك مجهود مضاعف لتثبت ذاتك … فعليك أن تجتهد بعملك وعلمك … بانتظامك وباحترامك للقوانين.. ستواجهك التحديات والصعاب … ودون مجهودك لن تحصل على ما تحلم به وتطمح إليه … فاللغة والقوانين والعادات والتقاليد كلها مختلفة .. كل شيء متاح .. وأنت من تختار .. و عليك أن تتحمل المسؤولية … فكل كلمة وتصرف ستُحسب عليك … قد تتعرض لبعض المواقف العنصرية .. إلى بعض الصدمات .. قد تشعر باليآس والضياع .. خاصة لأصحاب الشهادات التعليمية , لأن المعروف بأن الأيدي العاملة تدخل في سوق العمل أسرع وأسهل من حاملي الشهادات الذين يحتاجون إلى مستوى عالي من اللغة بالإضافة إلى الاعتراف بالشهادة.. لكن كي تنهض عليك في البداية أن تتعلم اللغة فهي المفتاح الأساسي للاندماج ولتحقيق ما تريد .. فمهما كان عمرك أو دينك أو جنسك .. ومهما كان سقف طموحاتك هناك أمل في تحقيقها .. فنحن نحتاج إلى الوقت والجهد والصبر .. ففي الغربة علمك وعملك هما قوتك. وقد شاهدنا وسمعنا عن الكثير من تجارب و قصص النجاح لمغتربين ولاجئين أثبتوا وجودهم ووضعوا بصماتهم في هذه البلاد بعد رحلة من التحديات والصعاب ، لذا يجب تسليط الضوء عليهم ليكونوا حافزا للجميع . فأنت من سيحمل اسم وطنه.. لأن كل فرد يمثل وطنه بأخلاقه واحترامه ونجاحاته، فالوطن ليس ملكا لفرد .. الوطن ملك لنا جميعا .. والأجيال من ترسم الوطن. لكن تبقى الغصة التي في القلب … لماذا بلادنا ليست كهذه البلاد بتطورها واحترامها لمواطنيها و للقوانين …لماذا بلادنا تحارب الناجح .. لماذا ولماذا …!!! مع أن بلادنا تمتلك كل الإمكانيات والثروات النفطية والحيوانية والزراعية وتمتلك أيضا الأدمغة البشرية… فهل هو الفساد أم الطمع أم الحروب أم نحن…!!؟؟

بقلم إباء الساعدي

Kommentieren

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *